بسم الله الرحمن الرحيم
لم أقرأ المقال، فقط اكتفيت بقراءة العنوان
و أرد أن الإمامة و الإمارة و السلطان و الخلافة هي كلمات مترادفة و كلها مجملة، و تتفرع إلى إمامة علمية أو فقهية و إمامة سياسية أو عملية.
الرد على التساؤل كيف تفرض الصلاة المهمة في مكة ويؤخر فرض الإمامة الأهم إلى الغدير
تقدم جوابه، أقصد أن إمامة أو إمارة أو خلافة ،، سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أشار إليها النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هي يحتضر، عندما كلف سيدنا أبا بكر بإمامة المسلمين في الصلاة، و بهذا استدل سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه على وجوب مبايعة أبي بكر الصديق."فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نظرنا فإذا رسول الله قد ولاه أمر ديننا، فوليناه أمر دنيانا، فبايعته في المسلمين، و وفيت بيعته، ثم بايعت عمر و وفيت بيعته، ثم بايعت عثمان و وفيت بيعته، فعدا الناس عليه فقتلوه، و أنا معتزل عنهم، ثم ولوني، و لولا الخشية على الدين ما أجبتهم،"
من حديث يوم الغدير و من هذا الحديث، نعرف أن الولاية التي لعي غير الولاية المعروفة بالخلافة، و لأمير المؤمنين حديث يميز بينهما: "سلطان الحجة أشد قوة من سلطان القدرة".
أي إن الخليفة هو سلطان قدرة و هو تختاره الأمة و يبايع، لكن الإمام هو سلطان الحجة، المسلمون مكلفون أن يتبعوا رأيه في القضايا و يسترشدوا برأيه في شتى العلوم الشرعية و الطبيعية و الحيوية، تماما مثل أن الناس لا يختارون شخصا ليكون نبيا مرسلا.
و لهذا قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، بعدما ولى عليا بعده لخلافته في سلطان الحدة، "اللهم وال من ولاه، و عاد من عاداه"، بينما مبايعة سلطان القدرة ليس أصلا في الإسلام، لكن بمجرد أن يبايعه معظم المسلمون فإن طاعته هي الأصل حتى من قبل من يكن معارضا له، ميالا لغيره.
المسألة ليس في الخلافة و الإمامة هل أن تصديق الإمام و اتباعه فرض و أصل من الدين، و هل أن مبايعة الخليفة و طاعته فرض و أصل من الدين،
المسألة من كان أحق بخلافة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، هل سلطان القدرة أم سلطان الحجة.
و هذا السؤال رغم أن الجواب عليه سهل و بديهي إلا أنه مثار نزاع بين جماعات الأمة.
الجواب أن المسألة ليست اختيارية بل هي قدرية و من حكمة التدبير الإلهي، كما إنشاء الورقة يسبق إنشاء الزهرة في حياة الشجرة، بالمثل يقتضي الإجتماع البشري أن يحكمه رجل سياسة قبل رجل الفقه. فإن الجهاد ضد ممالك الفرس و الروم و الحبشة، و ضد المرتدين لا يناسبه سلطان فقه و حجة، و بعد أن اطمأنت الدولة الإسلامية و ترسخت، كان من المناسب أي يلي أمر المسلمين رجل فقه و سلطان حجة، لكن في هذه الحالة يكون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه صاحب سلطانين إثنين معا، أي هو إمام من يوم غدير خم ثم صار خليفة أيضا بعد استشهاد سيدنا عثمان رضي الله عنه.