حول (لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي)
2- من الأخبار الواهية التي إستدل بها على " الإمامة " والنص في ما زعم الرافضة خبر : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي" وظناً ان المتن فيهِ دلالة على خلافة علي بن أبي طالب أو كما زُعم " النص " فهذا باطلٌ لا محالة , فإن الحديث من رواية أبي بلج الفزاري وقد تفرد بهِ عن بن ميمون رحمه الله تعالى , ولا يصحُ تفرد ابي بلج بأحاديث فروايتهُ التي يتفردُ بها لا تصلح , وإن ثبت الحديث فإنهُ لا يعني " الإمامة والنص " بل إن اللفظ كما " انت خليفتي " وإستخلافُ علي على المدينة إنما كان ذلك دلالةً على إرضاء علي بن أبي طالب لأن النبي صلى الله عليه وسلم إستخلفَ قبلهُ على المدينة .
4652 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال :ني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس : إما أن تقوم معنا و إما أن تخلو بنا من بين هؤلاء قال : فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم قال و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال : فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه و يقول أف و تف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و سلم : لأبعثن رجلا لا يجزيه الله أبدا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فاستشرف لها مستشرف فقال : أين علي فقالوا : إنه في الرحى يطحن قال و ما كان أحدهم ليطحن قال فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي قال ابن عباس ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني و أنا منه فقال ابن عباس و قال النبي صلى الله عليه و سلم لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة قال و علي جالس معهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة فأبوا فقال لعلي أنت وليي في الدنيا و الآخرة قال ابن عباس : و كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها قال و أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبه فوضعه على علي و فاطمة و حسن و حسين و قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا قال ابن عباس : و شرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه و سلم ثم نام مكانه قال ابن عباس : و كان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء أبو بكر رضي الله عنه و علي نائم قال و أبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال : يا نبي الله فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال و جعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان رمي نبي الله صلى الله عليه وسلم و هو يتضور و قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم و كان صاحبك لا يتضور و نحن نرميه و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك فقال ابن عباس : و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و خرج بالناس معه قال فقال له علي : أخرج معك قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا فبكى علي فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي قال ابن عباس و قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة قال ابن عباس و سد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره قال ابن عباس : و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كنت مولاه فإن مولاه علي قال ابن عباس و قد أخبرنا الله عز و جل في القرآن إنه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم فهل أخبرنا أنه سخط عليهم بعد ذلك قال ابن عباس : و قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه حين قال : ائذن لي فاضرب عنقه قال : و كنت فاعلا و ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعلموا ما شئتم . وتعقب اللفظ الذهبي فقال " على شرط الشيخان ولم يخرجاهُ بهذا السياق " .. !! وجق لي العجب بل اللفظ " منكر " ومن مناكير أبي بلج الفزاري وتفردهُ بالحديث قرينةً على نكارة هذا اللفظ الذي لا يصح . نسأل الله العافية .
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال - ( 4 / 384)
يحيى بن سليم [ عو ]، أو ابن أبى سليم.
أبو بلج الفزارى الواسطي.
عن عمرو بن ميمون الاودى، ومحمد بن حاطب الجمحى.
وعنه شعبة، وهشيم.
وثقه ابن معين، وغيره، ومحمد بن سعد، والنسائي، والدارقطني.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، لا بأس به.
وقال يزيد بن هارون: رأيته كان يذكر الله كثيرا.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال أحمد: روى حديثا منكرا.
وقال ابن حبان: كان يخطئ.
وقال الجوزجانى: غير ثقة.
أبو عوانة، عن أبى بلج، عن محمد بن حاطب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفصل ما بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف.ومن مناكيره: عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الابواب إلا باب على رضى الله عنه. فهو فضلا عن أنه تكلم فيه أهل العلم إلا أن روايتهُ عن عمرو بن ميمون فيه كلام أو أنه يروي المناكير عن عمرو بن ميمون وهو هالك وسنبين ذلك الأن .
وقال ابن حبان في " المجروحين " (2/464) : يحيى بن أبي سليم أبو بلج الفزاري ، من أهل الكوفة ، وقد قيل : إنه واسطي ، يروي عن محمد بن حاطب ، وعمرو بن ميمون ، روى عنه شعبة وهشيم ، كان ممن يخطىء ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك ، ولا أتى منه ما لا ينفك منه البشر ، فيسلك فيه مسلك العدل ، فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية فقط ، وهو ممن استخير الله فيه .ا.هـ. قلتُ : وهذا كافٍ بالنظر في حالهِ .
وقال الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في تتبعه لأوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي (3/155 رقم 4715) عند قول الحاكم : " هذا حديث صحيح " : لا ، أبو بلج يحيى بن سليم ، ويقال : ابن أبي سليم مختلف فيه ، والرجح ضعفه ؛ إذا الجرح فيه مفسر ، قال البخاري : فيه نظر ، وهي من أردى عبارات التجريح عند البخاري .ا.هـ. قلتُ : وهذا الحديث مما تفرد بهِ أبي بلج عن بن ميمون وهو يروي عنهُ المناكير . والله أعلم .
وهذا كلام البخاري نقلهُ إبن عدي في الكامل .
الكامل في ضعفاء الرجال ج7/ص229
2128 يحيى بن أبى سليم أبو بلج الفزاري ثنا علان ثنا بن أبى مريم سمعت يحيى بن معين يقول أبو بلج يحيى بن أبى سليم سمعت بن حماد يقول قال البخاري يحيى بن أبى سليم أبو بلج الفزاري سمع محمد بن حاطب وعمرو بن ميمون فيه نظر . ورواتهُ ثقات محدثون ثقات . فاللفظ للبخاري صحيح .
ونقل ابن عبد البر وابن الجوزي أن ابن معين ضعفه وقال أحمد ((روى حديثا منكرا))، وقال ابن حجر ((صدوق ربما أخطأ))، فالرجل في أحسن أحواله لا يعتبر بما يرويه وهو ضعيف الحديث . والله أعلى وأعلم .
وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث ... وليس في أسانيد هذه الأحاديث إسناد صالح ، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد ، ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ، ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله في إيرادهما هذا الحديث في " الموضوعات " .
وقال إبن رجب في شرح العلل للترمذي : " يروي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحاديث – منها حديث طويل في فضل علي أنكرها ( الإمام ) أحمد في رواية الأثرم .وقيل له : عمرو بن ميمون يروى عن ابن عباس ؟ قال : ما أدري ما أعلمه " وهي بحد ذاتها جرح لما يرويه بن ميمون عن بن عباس فالغريبُ أن لا يعرف إمام العلل أحمد بن حنبل حديث عمرو بن ميمون عن بن عباس .
قوله رحمه الله "وقيل له: عمرو بن ميمون يروي عن ابن عباس؟ قال: لا أعرفه" هذا تضعيف لأكثر من حديث.وقد نقل الحاكم رحمه الله عن الإمام أحمد التضعيف المطلق، وهو معضد بإنكار روايات عمرو بن ميمون عن ابن عباس جملة , فقد روى منها أبو بلج غير واحد , ولأزيد من التوثيق أكتر في شرح العلل للحافظ إبن رجب رحمه الله تعالى .
وقال في شرح علل الترمذي (1/400) .
يروي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحاديث – منها حديث طويل في فضل علي أنكرها ( الإمام ) أحمد في رواية الأثرم .
وقيل له : عمرو بن ميمون يروى عن ابن عباس ؟ قال : ما أدري ما أعلمه .
وذكر عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ أن أبا بلج أخطأ في اسم عمرو بن ميمون هذا ، وليس هو بعمرو بن ميمون المشهور ، (و) إنما هو ميمون أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة ، وهو ضعيف ، وهذا ليس ببعيد . والله أعلم . قلتُ وفي ميمون أبي عبد الله هذا كلام ذكرهُ البخاري في التاريخ وقال لا يحد عنه بن مهدي .
قال البخاري في التاريخ الصغير : قال إسحاق عن علي كان يحيى لا يحدث عنه .
وقال في التاريخ الكبير : قال اسحاق عن على: كان يحيى لا يحدث عن ميمون.
وقال إبن حبان في الثقات : كان يحيى القطان يسيىء الرأي فيه .
وقال أبو حاتم نقلاً عن بن معين : لا شيء .
وقال العقيلي في ضعفاءهِ : مولى عبد الرحمن بن سمرة رضي الله تعالى عنه بصري حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول قالميمون أبي عبد الله فسل قلت لابي من دون شعبة قال يحيى قال أبي وهو الذي حدث عنه عوف وفي موضع آخر قلت لابي سمعته من يحيى فقال إن شاء الله حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا صالح قال حدثنا علي قال سألت يحيى عن ميمون أبي عبد الله الذي روى عنه عوف عن زيد بن أرقم فحمض وجهه وقال زعم شعبة أنه فسل حدثني آدم قال سمعت البخاري قال ميمون أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة بصري قال إسحاق عن علي كان يحيى لا يحدث عنه ومن حديثه ما حدثناه أحمد بن محمد بن عاصم الرازي قال حدثنا محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا المعتمر عن عوف قال سمعت ميمون أبا عبد الله حدثنا زيد بن أرقم أنه كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما سدوا هذه الابواب غير باب على فتكلم في ذلك أناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله عزوجل وأثنى عليه وقال أما بعد فإني أمرت . وقد قال إبن حبان كما قال لك أبو زرعة أنه أخطأ , وهنا قال عبد الغني المصلي الحافظ أن أبي بلج أخطأ في بن ميمون وهو ميمون مولى عبد الرحمن , وهو ضعيف الحديث ولا يعتبر بروايتهِ .
قليل الرواية , لا يقبل منهُ ما إنفردَ بهِ , وقد إنفرد بروايتهِ عن بن ميمون وقد أخطأ فيه , ولا يخفى على المشتغلين بهذا الفن دقة إبن حبان في حكمهِ على الرجال , مع بعض التشدد في المجروحين فيجرح الثقات , ولكن لا يقل كلامهُ مكانة عن غيرهِ من أهل العلم , فإبن حبان كان من شدة ما يكون له من الدقة في الحكم على الرجال يجرح الثقات , ولكن هنا وافقهُ . كل من السعدي , والبخاري بإسنادٍ صحيح ولنا كلام في هذا الشأن , وغيرهُ من أئمة الجرح والتعديل . وفي إبن عدي إعتدال ولكن تساهل في بعض المواضع وكما تقدم بإبي بلج عن بن ميمون فيها كلام . والرواية لا أنكرها غير واحد من أهل العلم , وقد نقل إبن الجوزي في موضوعات إنكار أحمد لها . وقولهُ لا أعرفهُ , هذا إنكار شديد وفيه تضعيف , وهذا الخبر لا يصلح فبن ميمون عن بن عباس لا يستقيم . فقد أنكر أهل الدراية بهذا العلم رواية بن ميمون عن بن عباس , وأبي بلج حدث عنهُ شعبة وهذا لا يكفي , قال الشيخ خلف سلامة : ( من محاسن النقد عند ابن عدي هو جمعه واستقراؤه ما لعله يستنكر من حديث الراوي المتكلم فيه، ثم النظر في تلك الأحاديث وطرقها، وبيان من الذي حقه أن يكون الحمل عليه فيها إن وجد فيها ما يستنكره. ولكن ابن عدي في مواضع كثيرة من كتابه "الكامل" كثير الدفاع عن المضعفين وجماعة من الضعفاء بل وبعض المتهمين. ويظهر لي أن أكثر نظره عند اعتباره أحاديث الراوي وسبرها، إنما كان يتوجه إلى متونها دون أسانيدها. ثم هو فوق ذلك، قليل الاستنكار للمنكر من الأحاديث، بطيء جداً عن ادعاء النكارة فيها ووصفها بها. وهو لا يكاد يلتفت إلى الإغراب في السند أو النكارة الواقعة فيه، بل هو كثير الدفاع عن الأحاديث التي فيها غرابة بينة أو يسير من النكارة. أي يكثر منه أن يدافع عن الأحاديث التي لا تفحش نكارتها أو التي لا تكون نكارتها بينة واضحة. وهذا –كما هو بيّن– من أسباب التساهل في الأحكام على الرواة وتقوية بعض الضعفاء. ولا سيما أن عدم النكارة في حديث الراوي، يلزم منها عند ابن عدي قوته –في كثير من الأحيان– ولو وجد في ذلك الراوي تجريحاً صريحاً. وهكذا انتهى ابن عدي رحمه الله تعالى إلى تقويته طائفة كبيرة من المختلف فيهم، والدفاع عن جملة من المتهمين أو المجاهيل. هذا وقد تبين لي من متابعة كلمات ابن عدي في الرواة المتروكين والضعفاء في كتابه "الكامل"، أنه يريد بالنكارة، وبمشتقاتها من الكلمات أو مثيلاتها من العبارات، معنى هو أشد وأسوأ معانيها عند الجمهور ) قلتُ : المتأمل للكلام هنا فإن بن عدي رغم أن فيه إعتدال إلا أنهُ قيل رد الأحاديث المنكرة فلا ينظر إلي أسنادها أو رجالها , فقط يحكم على الإسناد , ولا يلتفت إلي غرائب الألفاظ , وكما يتبين لنا أنهُ يقوي بعض الضعفاء , ويقبل خربهم , وهذا الأمر مطابق لما في رواية أبو بلج عن بن ميمون فتأمل . والله أعلم .
أما إبن حبان , فلا يخفى على مشتغل بهذا الفن العظيم أن بعض أهل العلم المتأخرين قد طعن في كلامه في الرجال , إلا أن العناية الفائقة للمتقدمين بكتب إبن حبان تبين لنا أنهُ لا يقل قدراً عن غيره من كتب الرجال والعلل , فقد ينقل ابن حبان كلاماً في راوٍ يوافقه عليه كثير من أهل العلم , ويلا يخفى الأن أن عبد الغفار قال أنهُ اخطأ في بن ميمون , والأصل ميمون أبي عبد الله ورد روايتهُ , وبهذا أصاب إبن حبان في ردهِ رواية أبي بلج , وقال أنهُ ممن كان يخطئ وهذا القول لم يخالفهُ فيه أحد من أوعية العلم والمشتغليبن بهذه الصناعة , فإن إبن حبان دقيق الملاحظة والكلام في الرجال , فأبي بلج اخطأ في بن ميمون وبن ميمون عن بن عباس أنكرها الإمام أحمد , وفي شرح العلل للترمذي كما تقدم فالخبر عن أبي بلج لا يصح ولا يستقيم أصلحك الله تعالى .
ثم قول إبن حبان الاعدل والأقرب للصواب بهذا الامر , وأبي بلج كما أخبرك الشيخ أنهُ لم يكن مشهوراً بطلب العلم والرواية , وهنا النكارة في أنهُ تفرد بهذه عن بن ميمون وإن فرضنا أنهُ بن ميمون المشهور فأين أصحاب بن ميمون عن رواية هذا اللفظ من طريق أبي بلج , فإنفراد أبي بلج برواية بن ميمون منكرة وأنكرت كما تقدم , ولا يستقيم ذلك فأين أصحاب بن ميمون عن الرواية التي رواها أبي بلج عن بن ميمون , وهذا يوصلنا إلي أمور , منها ضعف أبي بلج , ونكارة اللفظ لتفرد أبي بلج بروايتها عن أصحاب بن ميمون وهم ثقات , ورواية بن ميمون عن بن عباس قال الإمام أحمد بن حنبل لا أعرفها , وهذا إنكار شديد لرواية بن ميمون عن بن عباس , وبالتالي يتضحُ ضعف هذا الحديث والأخبار كثيرة الي تفرد بها " أبي بلج عن بن ميمون " و " بن ميمون عن بن عباس " رضي الله عنهُ , ثم إن قال القائل إن الحاكم قد صحح الخبر فإن الحاكم فيهِ تساهل .
قال الذهبي عن الحاكم في "ميزان الاعتدال" (6\216): «إمامٌ صدوق، لكنه يصحّح في مُستدرَكِهِ أحاديثَ ساقطة، ويُكثِرُ من ذلك. فما أدري، هل خفِيَت عليه؟ فما هو ممّن يَجهل ذلك. وإن عَلِمَ، فهذه خيانةٌ عظيمة. ثُم هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك، من غير تَعَرّضٍ للشيخين...» , وذكر ذلك ابن حجر في لسان الميزان (5\232) ثم قال: «قيل في الاعتذار عنه: أنه عند تصنيفه للمُستدرَك، كان في أواخِر عمره. وذَكر بعضهم أنه حصل له تغيّر وغفلة في آخر عمره. ويدلّ على ذلك أنه ذَكر جماعةً في كتاب "الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم. ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه"، وصحّحها! من ذلك أنه: أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها –من أهل الصنعة– أن الحِملَ فيها عليه". وقال في آخر الكتاب: "فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب، ثبَتَ عندي صِدقهُم لأنني لا أستحلّ الجّرحَ إلا مبيّناً، ولا أُجيزُه تقليداً. والذي أختارُ لطالبِ العِلمِ أن لا يَكتُبَ حديثَ هؤلاءِ أصلاً"!!» ففي الحاكم غفلة إلي تساهل في تصحيح الأخبار رحم الله أبي عبد الله الحاكم ولا يقتضي الكلامُ على تساهلهِ أن ترد أحكامهُ في الحديث , بل رحمه الله كان علماً , ولكن فيه تساهل .
وكان هذا كلامنا سنداً , ثم قال الرافضة أن هذه دلالة على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ أحقُ بالخلافةِ من غيرهِ , وهذا فهمٌ خاطئ لأنهُ لا قرينة تدل على أن علي رضي الله عنهُ أحقُ بالخلافةِ من أبي بكر الصديق , رضي الله عنهما , ثم قال الرافضة أنهُ قال لهُ هذا قبل أن يموت وهذا من الجهل , فإن كان قالهُ قبل أن يموت فكيف لا تعرفُ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذا الخبر , وإن كان نص على خلافة علي بن أبي طالب رغم أن القرائن العلمية والاحاديث الصحيحة أشارت إلي خلاف فهم الرافضة لهذه النصوص فالثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهُ بالإمامة الصغرى , ولا يخفى على طالب العلم , أن الإمام الصغرة تمهيد للإمامة الكبرى , ثم هذا يخالف كلام أهل البيت كما ثبت في الصحيح بعدم النص عليهم في شيء من النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرج الإمام البخاري في كتاب الوصايا حديث رقم (1471) : " ذكر عند عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلي علي فقالت : من قاله ؟ لقد رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم إني لمسندته إلي صدري , فدعا بالطست , فانخنث , فمات , فما شعرتُ , فكيف أوصى لعلي رضي الله تعالى عنه . ؟! " . فهذا الحبر عند الصادقة بنت الصديق , فإن كان الخبرُ قد قيل قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم فكيف لا تعلمُ بهِ زوجهُ رضي الله عنها , وهي التي مات بين سحرها ونحرها فلله العجب .
أخرج الإمام البخاري في كتاب المغازي حديث رقم (4447) : " عن إبن عباس رضي الله عنهما قال : إن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه فقال الناس : يا أبا الحسن , كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : أصبح بحمد الله بارئاً , فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب , فقال له : أنت والله بعد ثلاث عبد العصا , وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم , سوف يتوفى في وجعه هذا , وإني لأعرف وجوه بن عبد المطلب عند الموت , إذهب بنا إلي رسول الله , فلنسأله فيمن هذا الأمر , إن كان فينا علمنا ذلك , وإن كان في غيرنا علما , فأوص بنا , فقال علي : إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها , لا يعطيناها الناس من بعده , وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي هذا شهادة على أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ملتزمون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم , ولو كان هناك وصية لما تخلف عنها أحدٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , ولما عبرت الأنصار عن رأيها في السقيفة , وما قالت منا أمير ومنكم أمير , ولأستخلفوا من عُهد له بالوصية من النبي صلى الله عليه وسلم , ولو كان هناك نصاً قبل هذا لأخبر علي رضي الله عنه العباس , لكان أولى أن يقول له علي رضي الله عنه , كيف نسأله عن هذا الأمر , وقد أوصى إلي بالخلافة , وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم في نفس اليوم , ولا أساس لدعوى الوصية من الصحة , وكل ما أورده الإمامية الرافضة في التنصيص على علي رضي الله عنه , مردود بنصٍ صريح من علي رضي الله عنه نفسه , فأدلتكم كلها واهية , فهل يكذب علي يا رافضة وحاشاه .
أخرج الإمام مسلم في الصحيح (3/167) رقم (1978) : " سئل علي رضي الله عنه , أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال : ما خصنا رسول الله بشيء لم يعم به الناس كافة , إلا ما كان في قراب سيفي هذا , قال : فأخرج صحيفة مكتوب فيها : ( لعن الله من ذبح لغير الله , ولعن الله من غير منار الأرض , ولعن الله من لعن والده , ولعن الله من آوى محدثاً ) " .
البداية والنهاية (5/221) " وقال الحافظ إبن كثير رحمه الله هذا الحديث الثابت في الصحيحن وغيرهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرد على فرق الرافضة من زعمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إليه بالخلافة , ولو كان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإ،هم كانوا أطوع لله ورسوله في حياته , وبعد وفاته من أن يفتئوا عليه فيقدموا غير ما قدمه , ويؤخروا من قدمه بنصه , حاش وكلا !!! ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلي الفجور والتواطؤ على معاندة رسول الله صلى الله عليه وسلم والعبذ بالله , ومضادتهم لحكمه ونصه , ومن وصل من الناس إلي هذا المقام فقد خلع رقبة الإسلام , وكفر بإجماع الأئمة الأعلام ".
شرح صحيح مسلم للإمام النوو (13/151) " في إبطال ما تزعمه الرافضة والشيعة والإمامية بالوصية لعلي وغير ذلك من إختراعاتهم " رحم الله النووي فإن هذه الأخبار تبطلُ خرافة الأمرِ الذي قالهُ الرافضة في هذا الخبر بحيثٌ إستدل أذنابُ الرافضة على أن الأخبار هذه تشيرُ إلي خلافة علي على خلافة الشيخين وهذا باطل .
وأخرج في كتاب الإعتقاد بإسنادٍ حسن حسنه البيقهي في دلائل النبوة " وعن عمرو بن سفيان قال : لما ظهر علي يوم الجمل قال : أيها الناس , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعد إلينا من هذه الإمارة شيئاً , حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر , فأقام وإستقام حتى مضى لسبيله . إسناده حسن "