كان صرار يعيش بقرب نملة، في مكان تكثر
فيه النباتات والأشجار.
ولما جاء فصل الصيف، أخذ الصرار قيثارته
وانطلق يعزف على آلوتر من الصباح الى المساء.
وكانت النملة في ذلك الفصل منهمكة في جمع حبوب
القمح والشعير بهمة ونشاط، وتخزنها مؤونة للشتاء.
حسدها الصرار على مثابرتها، وعبر عن دهشته
من عدم انقطاعها عن العمل، ولم يطق صبرا،
فقال لها: يا هذه… ألم تري أن الجميع يتمتعون
بالراحة في هذا الفصل الجميل…
وأنت لا تنقطعين عن هذا المجهود الشاق طيلة اليوم.
سمعت النملة كلام هذا الصرار المتطفل فلم تكترث
بكلامه، وواصلت عملها بنشاط.
وحين أقبل فصل البرد والرياح، تهاطلت الأمطار،
فجرفت كل ما يمكن أكله…
اختبأت النملة في بيتها، تنعم بما ادخرته من مؤونة
مطمئنة البال.
أما الصرار الكسول فقد منعته الرياح والأمطار من
مواصلة عزفه، فجاع وعجز عن الاستمرار في لهوه،
ولم يجد شيئا يأكله. فقال في نفسه: أذهب الى جارتي
النملة لعلها تشفق عليّ فتعطيني بعض الحبوب، ولما
سألها حاجته، أجابته: إذا كنت تغني في الصيف فارقص
في الشتاء فتدفأ، إني لا أشفق على الكسالى.